إن ثقافة الاستهلاك التي نعيشها اليوم جميعنا هي نتاج حديث لعملية التسليع المتسارع التي وسمت حياتنا بهذه الإشارات والرموز والمعايير. أما عقلية الاستهلاك التي نتبناها فهي الماء الذي نسبح داخله: إنها «الحاضر المعيش» الذي يبدو لنا سخيفا وعاديا للغاية. إن هذه الثقافة الحالية لتتويج لعملية تاريخية طويلة يصعب علينا إبصار تطورها.
من خلال فصول هذا الكتاب سوف نسافر عبر أوروبا وأمريكا الشمالية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، كما سنستحضر تاريخ العديد من نهج السوق العلامة التجارية التي تمنح البضاعة قيمتها الرمزية (valeur-signe) ، طرق وأساليب العرض التي ابتكرتها كبريات المحلات التجارية الهندسة الرمزية المستعملة من طرف القائمين على العلاقات العامة والإشهار… وشيئا فشيئا، سنلاحظ تحوّل الناس إلى الاستهلاك، وكذا استلام التجار المقاليد الأمور بسرعة صاروخية.