بدأت بكتابة هذه الرواية قبل ١٤ عاما! وانتهيت منها قبل عام. كنت حينها أهرب من واقع كان بحاجة الى بعض ملامح الحلم كي يصبح قابلا للعيش! الى ماضٍ أغنى روحي أماناً ودفئاً ومحبة.
لجأت الى شخصيات روايتي فخلقتُ الزمن الذي أحبه. زمن الجدات والأجداد وعطر صابون الغار الذي مايزال مختبئأ في مساماتنا نحن الأحفاد..
انها ثمانينيات بغداد
حيث الدور ذات السقوف العالية في شارع طه ورائحة القهوة التي تدور على زائرات صباحات الجمعة ..وحكايات المعارك وليالي انتظار الأبناء وهم قادمون في إجازة من الموت المتربص في جبهات القتال.
خلف الأبواب المغلقة تتنصت عشتار الى حديث الكبار فتعيش قصة حب عايدة وعباس بكل تفاصيل المستحيل الذي قد يصبح بغمضة عين ممكن الحدوث.
وتتنقل الحفيدة بين بيتي الجدين فتكبر قبل أوانها
تجلس في مجلس جدتها فتحفظ حكايا العجائز لتكتب قصة المدينة التي تغفو كل ليلة وتبقى الأمهات بالانتظار, حيث الأسرة في الغرف الدافئة تنتظر الغائبين.
وفي عتمة عباءة العمة فطوم تحتمي, عباءة بعطر ماء الزهر طافت بها مزارات الأئمة تطلب أن يعود ثائر بالسلامة ويتزوج حبيبته التي أعلنت عليها حربا ضروسا قبل أن يغيب.
تحكي لنا عشتار أسرار الناس بصدق طفلة كانت بالأمس تلعب ” التوكي” في طارمة الدار, تتقافز بين سنوات الطفولة والصٍبا
فتاة “سمعت كل شيء” فكبرت ألف عام.