يروم هذا العمل مُقاربة ظاهرة التصوّف في الإسلام من زوايا نظر ومرجعيات علمية متعدّدة، يكون هدفها بناء فكرة وإنشاء تصور يُطابق كل منهما طبيعة الظاهرة كما هي في ذاتها، وذلك للإحاطة بالمفهوم من حيث تكون دلالته المعرفية وبنيته الإصطلاحية، محاولين عبر ذلك رصد هجرة مفهوم التصوّف من نسق ثقافي أو حقل معرفي إلى آخر، لنخلص إلى إدراك طبيعة المعاني أو الوظائف الجديدة التي أذاها المفهوم المترحل .
والأنساق الثقافية أو الدينية محور المقاربة والمقارنة مع التصوف الإسلامي هنا هي: المسيحية، واليهودية، والفلسفة اليونانية، والثقافة الفارسية، وأخيراً العقائد الهندية .