قلت للأستاذ هيكل: أريد أن أسمع منك تاريخك الشخصى مع رؤساء مصر.
سألني: ولماذا أخصك أنت بهذه القصة الشخصية جدًا؟
قلت: لأنني سأكون قادرًا على الكتابة- إذا سمحت الأقدار بذلك- لخمسة أجيال قادمة، وأنت تطمح لأن تعيش عبر الأجيال القادمة.
ابتسم نصف ابتسامة وقال: اتفقنا.
بالفعل اتفقنا لكننا لم ننفذ، شغلته واجباته ومشروعاته ومحاضراته ومعاركه ثم خطفه الموت.
فتشت في أوراقي فعثرت على سر وضعه أمامي يوم طلبت منه تسجيل مذكراته الشخصية.
في أحد حواراته الصحفية قال: لست متأكدًا أن أحدًا منا بقادر على مواجهة الناس بالحقيقة كاملة غير منقوصة، لأننا بشر، ومن هنا تندهش لو قلت إنني أترك حياتي للآخرين، لماذا؟ لأن من يعملون في العمل الصحفي بالتحديد، كل مواقفهم وكل أعمالهم وكل آرائهم وكل مشاكلهم وكل تطورات حياتهم ومراحلها موجودة ومسجلة على ورق، وهذه مهمة آخرين يستطيعون المتابعة والحكم.
اعتبرت ما قاله هيكل وصية، وهنا مجرد محاولة لتنفيذها بطريقة لا تفارق منطقه ولا تبتعد عن أرضه.