“فى هذا الكتاب نتكلم عن مفهوم السعادة المرتبطة بالرضا، وذلك من خلال رحلة تاريخية وفكرية عبر الصوفية منذ العصر الأموي وحتى العصر المملوكي.”
سوف نركز على الحالة الإنسانية للمفكر الصوفي ورحلته للوصول إلى مقام الرضا، وهو أعلى مقام عند كثير من الصوفيين. للوصول إلى هذا المقام، يحتاج أي شخص إلى جهاد نفس قوي ومستمر، والوصول إلى الرضا مثل الوصول إلى الحرية في دنيا تعتبر إلى حد كبير، سجنًا؛ لأنها محدودة المدة والمكان. والرضا هو التحرر القليل من هذا السجن، ولكن كيف يحدث هذا؟ وما الرحلة التي يقوم بها الصوفي داخل نفسه؟ وما حقيقة الصوفية ولغتها؟ هل هناك خطوات نتبعها للوصول إلى السعادة؟
سنقوم بالسياحة عبر صفحات الكتاب، والرياضة عبر الأمثلة؛ لنعرف كيف يحدث الرضا بعد البلاء؟ وهل نرضى ونحن نتعرض لظلم، أو فقد، أو فقر، أو مرض؟ ما سر السعادة؟ نحتاج إلى أن نقرأ عن الصبر والبلاء عند علماء الصوفية، وسنتكلم عن الخلق العظيم الذي يؤدي إلى التحرر في الدنيا.
يترككم الكتاب مع رسالة خاصة لك أيها القارئ، فهو يعتمد على بحث علمي للفهم الأعمق للصوفية.
ويقول إبراهيم بن أدهم، أحد أوائل المفكرين الصوفيين:
”نحن في سعادة لو علمها الملوك لجادلونا عليها بالسيوف.”
ولكن كيف وصل الصوفي إلى هذه السعادة؟ لعل الإجابة تكون في هذا الكتاب.”