سلطت الكتابات التاريخية والرسائل الأكاديمية عن تاريخ يهود العراق الأضواء على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكنها لم تبحث بنحو كبير من العناية الجوانب الأخرى من نشاطاتهم، التي تتصل بالمشروع السياسي التنظيمي، والانتماء إلى الأحزاب السياسية في العهد الملكي.
من أجل ذلك، كان الجانب السياسي المحور الأول من هذه الدراسة لكشف الانتماء الأيديولوجي لليهود، وانخراطهم في صفوف الحزب الشيوعي العراقي السري، ليجدوا ضالتهم في هذا الحزب الذي بدد لهم المخاوف الدينية والقومية والطائفية، على الرغم من أن انتماءهم الديني جعلهم عرضةً للملاحقة والاعتقال، بل الإعدام.
وتُعد حقبة الأربعينيات من أزهى سنوات صعود اليهود هرم الحزب. بحيث تصدى اثنان منهم لسكرتارية الحزب، ولم يكتفوا بذلك، بل شكلوا عددا من المنظمات التي تعمل على تعزيز انتمائهم الوطني. بيد أن نشاط اليهود سرعان ما اصطدم بعقبة قانون إسقاط الجنسية عنهم في عام1950.