أنا وأنت نؤدي الدور ذاته ربما لم يستحوذ هذا الأمر على تفكيرك من قبل. وربما تفكر فيه طوال الوقت، فسواء كنت زوجًا أو أبا، أو صديقا، أو حتى طبيبًا، أو مدرسًا، أو مستشارًا ماليًا، أو صحفيًا أو مديرًا أو مجرد إنسان فحتمًا أنت تفعل ذلك يوميًّا. هذا الدور الذي نؤديه جميعاً هو التأثير على الآخرين، فنحن نُعلّم أطفالنا، ونرشد المرضى، ونقدم المشورة لعملائنا، وتساعد أصدقائنا، ونخاطب متابعينا عبر الإنترنت. نقوم بذلك لأنّ كُل فرد منا لديه تجاربه ومهاراته ومعلوماته الفريدة، التي قد لا يمتلكها الاخرون.
لكن السؤال هنا هل نقوم بدورنا بشكل جيد ؟
بالنسبة لي، من يحملون الرسالة الأسمى، والنصيحة الأنفع، ليسوا بالضرورة أكثر الناس تأثيرًا بمحيطهم. فالتاريخ الحديث مليءٌ بمثل هذه الأحاجي عن رجل أعمال أقنع المستثمرين، بضخ مليارات في مجال التكنولوجيا الحيوية. وسياسي فشل في إقناع الناس بالكفاح لأجل مسـتقبل كوكبهم. إذا ما الذي يحدد ما إذا كنت تؤثر على تفكير الآخرين أو لا تؤثر؟ وما الذي يحدد ما إذا كان الآخرين يؤثرون على معتقداتك وتصرفاتك؟