الموت والخلود واستراتيجيات الحياة الأخرى

هذا الكتاب ليس دراسة في علم اجتماع الموت والاحتضار ولي عن الطرق التي تتعامل بها مع من هم على وشك الموت وإحياء ذكرى من ماتوا بالفعل، ولا عن الطريقة التي تحزن بها على الحبيب ونتعامل مع عذاب الفجيعة، ولا الطقوس التي نبتكرها لمنع الموتى من الاختفاء من عالم العيش بسرعة كبيرة أو بلا أثر وجعل اختفائيم غير مؤلم، كما أنه ليس دراسة للرؤية المتغيرة للموت: لـصـور الموت وعواقبه، سواء صـورة "العالم الآخر" أو الفراغ الذي ينفتح بمجرد أن تغلق الحياة أبوابها، أو حول تلك العقلية الجماعية التي تشكل توجهاتنا صوب الموت، وتتشكل هي الأخرى بهاالمـوتالنية غير المتواضعة لهذا الكتاب هي الكشف عن وجود الموت(أي المعرفة الواعية أو المكبوتة عن الموت) في المؤسساتوالطقوس والمعتقدات البشرية، التي تبدو في ظاهرها، بشكلصريح ومتعمد، في خدمة مهام ووظائف مختلفة تماماً، ولا علاقة ليا بالانشغالات التي يتم فحصها عادة في الدراسات المخصصة ل تاريخ الموت والاحتضار" لا يمكن تصـور الموت بظل غير مرئي ولا يمكن تصويره. وكما تعلم من هوسرل، كل الإدراك مقصـود؛ نشاط للذات الإدراكية، يتجاوز ذلك الموضوع، ويمسك شيئا ما وراء الذات، وبدعو في الوقت نفسه إلى كونه كائناً" ينتمي إلى عالم يمكن مشاركته من حيث المبدأ، ويرشح نفسه فيه.