يُعتبر هايدن وايت أهم منظر للتاريخ على مدى نصف القرن الأخير. في هذا الكتاب، الذي يعتبر أعظم أعماله، يقدم وايت نظرية، لا عن الماضي، بل عن الرواية المكتوبة عن أحداث الماضي. يستكشف وايت حالة هذه الروايات ويبين كيفية عملها كأبنية لغوية وبلاغية، ويهتم بكيفية خلق الكتاب لمعايير تُحدّد ما يمكن اعتباره واقعياً ليمنحوا قصصهم سلطة مرجعية . ترمي دراسة وايت إلى تقويض هذه السلطة من أجل الكشف عن الاختيارات الأخلاقية والجمالية التي تدفع المؤرخين إلى تبنّي صورة معينة من صور بلاغة الواقعية.
يرى وايت أن تحول كتابة التاريخ في القرن التاسع عشر إلى مهنة احترافية أكاديمية قمع الأبعاد الشخصية والمستقبلية والأدبية في محاولة فهم معنى الماضي، ويحاول هنا أن يوقظ في المؤرخ هذه الأبعاد من خلال دراسة تفصيلية لأعمال أربعة من أعظم مؤرخي القرن التاسع عشر، هم رانكه وميشليه وتوكفيل وبوركهارت، وانتقادات أربعة فلاسفة للواقعية الساذجة هم هيجل وماركس ونيتشه وكروتشه.