في هذا الكتاب يمارس عالم الاجتماع الشهير وصاحب سلسلة السيولة زيجمونت باومان الكتابة الشذرية المختصرة.
والكتاب كما يتضح من عنوانه، لا يركز على اليوميات الشخصية أو السيرة الذاتية، بل يحاذيها ويمزج الشذرات الشخصية بالقضايا الاجتماعية والفلسفية الكبرى التي تشغل الإنسان المعاصر: فلسفة التكنولوجيا الحديثة، ومشكلة اللَّاجئين، وانفصال السُّلطة عن السياسة والأخلاق، وفلسفة التاريخ.
رغم الطابع الشذري لهذه اليوميات، ثمَّة خيط ناظم لمختلف الموضوعات التي يتطرق إليها باومان؛ إذ يمكن الوقوف فيها على عناصر الوحدة بين الكثرة، وإن بدت الأفكار متشعبة. فوراء القضايا الاجتماعية المتنوعة والمترامية التي يناقشها باومان يتبدَّى نقد الحداثة ومآلاتها المختلفة، لاسيما حالة السيولة التي تضرب مجالات الحياة بأسرها.
وباومان عالم اجتماع بولندي نشر ما يقارب السبعة والخمسين كتابا ولديه أكثر من مئة مقال.. وأغلب كتاباته تحتوي على موضوعات متشابهة مثل: العولمة، الحداثة وما بعد الحداثة، المادية (الاستهلاكية)، وعن النظام الأخلاقي.