لا يعد البحث عن حقيقة التأريخ الأموي ضرورة ثقافية فقط، بل يستمد أهمية تربوية ومعنوية خاصة في ضوء ما نلمسه كباراً وناشئة من فوارق جمة بين نقاء عهد النبوة وعصر الخلفاء الراشدين – كما تصوره صفحات التاريخ – وقتامة عصر الأمويين كما تصفه تلك الصفحات.
ومع الكم الهائل الذي كتب عن التراجع الذي شاب القيم في عهد الدولة الأموية إلا أنها رغم كل شيء حافظت على أن تظل أمة مجاهدة؛ فأبقت القسم الأكبر من مواردها المالية يُصرف في المجال العسكري. وإضافة إلى إخراج الرواتب للجند، والأرزاق للذرية، والمعونة للمقاتلة عملت الدولة على توفير وسائل القوة ووجوه المنعة للجيش، فأقامت المدن العسكرية في جميع جبهات القتال، وعبأتها بالجنود وشجعت الناس على الانتقال إليها والإقامة بها، وأقطعتهم الأراضي الزراعية يستغلونها، والمنازل يسكنونها ، ووفرت بها الطعام ومخازن الأسلحة والكسوة وحصنتها بالأسوار والخنادق وبنت القلاع والحصون وأقامت المناظر والمنارات على طول الطريق بين الثغور والداخل، وجعلت المواقد عليها لتكون أخبار الثغور حاضرة على الدوام عندها. كما زخر العصر الأموي بكثير من العلماء على امتداده الزماني والمكاني. يأتي في طليعتهم جيل الصحابة الذين عاصر كثير منهم هذه الدولة، وتركوا آثاراً واضحة على الحياة السياسية والاجتماعية فيها، وجيل التابعين الذين أخذوا عنهم، وورثوا منهم ، ونشروا علومهم وتراثهم.
الدولة الأموية عوامل البناء وأسباب الإنهيار
0.00$
المتوفر في المخزون 2 فقط
رمز المنتج: الدولة الأموية عوامل البناء وأسباب الإنهيار
التصنيف: التاريخ والجغرافيا
منتجات ذات صلة
التاريخ والجغرافيا
0.00$