استغرقت هذه الرواية ثلاثين عامًا من عمر المؤلف حتى اكتملت، وفي النهاية منعت من النشر لأسباب عديدة، لذلك اضطر كاتبها – الذي يعيش في ألمانيا منفيًا عن وطنه – لطباعتها ونشرها في مكتبته الخاصة في ألمانيا.
تسرد الرواية قصة الحطاب (داور) .. ذلك العجوز الغريب الذي يخافه وينبذه جميع سكان القرية، يعيش داور مع زوجته (ليل) وستة أبناء؛ أكبرهم (يحيى).. يفقد أولئك الأبناء واحدًا تلو الآخر في ظروف مختلفة؛ فأحدهم يطمره السيل، والآخر يصيبه الغرق، وهكذا دواليك، وبتقدمه في السن يرزقه الرب بولد أخير يدعى (مندل).. وفي هذه الجزئية من الرواية يستحضر المؤلف قصة النبي (زكريا) وابنه (يحيى) ويعبر عنها من خلال الرواية برمزية عالية تدل على رفعة قلم المؤلف وأسلوبه الرائع في تسخير الواقع مع خياله الأدبي البليغ تنتهي الرواية نهاية غرائبية ومفاجئة في آن واحد، يضع فيها المؤلف إمكانياته السردية الكبيرة في اختبار عظيم، ويستخدم أسلوب الرمزية مرة أخرى من خلال استدعاء قصص وأحداث أخرى ذات بعد تاريخي وديني عميق لا يمكن أن نصف هذه الرواية في النهاية إلا أنها أفضل ما أنجب الأدب الفارسي المتخم بالأعمال الأدبية البليغة، ويكفي أنها خاتمة الأعمال الأدبية التي كتبها (معروفي) حيث قرر بعدها التوقف عن الكتابة والنشر.