ينطوي القرآن الكريم على عديد من القصص. أهمها قصص الأنبياء. وترد قصص الأنبياء في القرآن كجزء من نسيجه الديني. بمعنى أن القصة في القرآن ليست عملاً فنياً مستقلاً في موضوعه وطريقة عرضه وإدارة حوادثه شأن القصة الفنية الحرة، إنما القصة في القرآن مقيدة بفرض ديني، وترد أساساً للدعوة أو للدعاية لهذا الفرض الديني، وذلك بإطار فني معجز يستحيل على بشر مهما أوتي من عبقرية فنية أن يقدم أدباً ودعابة في الوقت نفسه، إلى جانب ذلك تفعل قصص الأنبياء في القرآن هذا كله بشكل ناعم لا تحس فيه بالجهد. وهناك ملاحظة أخرى. فمن المعروف أنه يستحيل على كاتب قصة بشري، مهما تكن درجة كفاءته ونبوغه ككاتب أن يحكي لك القصة نفسها ثلاث مرات أو خمس مرات أو عشر مرات، ثم يحتفظ بنفس مستواه في المرات العشر، لا بد أن يهبط مستواه في تسعة أعشار ما يحكيه، ولا بد أن يكرر نفس ما قاله بنفس التأثير الأول، لا يمكن أن يأتي بجديد.
هذه مسألة بدهية، غير أنك تنظر في قصص القرآن، فيروعك أن ترى القصة مقدمة عشر مرات، يحكيها الله عشر مرات أو خمس عشرة مرة، نفس القصة بنفس المستوى، بتأثير مختلف يظل مستوى القصة في الذروة برغم تكرارها، ويتغير تأثيرها وإيحاؤها بكلمته تضاف أو جزء يحذف أو عبارة جديدة، أو جملة لم تكن موجودة، أو مجرد ظل لخاطر لم يقدم قبل ذلك. شيء معجز يقطع بأن صاحب قصص القرآن ليس هو النبي البشر، أنا هو رب العالمين.
وقد تناولت قصص الأنبياء كتب كثيرة وأقلام عديدة. وأحمد بهجت هو واحد من هؤلاء فهو يتناول في كتابه هذا قصص الأنبياء ولكن بشكل جديد. والجديد فيه هو أسلوب التناول وزاوية الرؤية، والإحساس المتفرد وبمغزى القصة، إلى جوار الحس الصوفي الذي يحكم النظرة العامة. وقدم الكاتب قصص الأنبياء بأسلوب سلس وعبارة محكمة ومن خلال نظرة معمقة. يعينه الصدق والدقة أولاً وأخيراً.
يزيد عطش الحياة إلى شموس تضئ بغير أن تحترق أو تحرق تستمد ضوءها من نور السماوات والأرض جل جلاله وهؤلاء هم الأنبياء . تناولت قصص الأنبياء كتب كثيرة وأقلام عديدة . والجديد فى هذا الكتاب هو أسلوب التناول وزاوية الرؤية والإحساس المتفرد بمعزى القصة إلى حوار الحس الصوفى الذى يحكم النظرة العامة . ليس هذا الكتاب تاريخيا يروى الأنبياء بحياد بارد ، ليس إطلالة تقليدية على متحف الذكريات الدينية القديمة إنما هو بعث لثورات المسافرين دائماً إلى الله ابتداءاً من آدم وانتهاءا بمحمد عليهما الصلاة والسلام . وصاحب هذا الكتاب هو الكاتب الكبير أحمد بهجت وهو رجل يقف على ثغر من ثغور الإسلام مدافعا عن الفكرة الإسلامية الصحيحة وعن المسلمين المضطهدين فى الأرض . أيضا هو كاتب عميق النظرة سلس الأسلوب محكم العبارة يعنيه الصدق والدقة فى نهأية المطاف . وإذا كانت دار الشروق تفخر بأن تقدم لقارئها الكريم الطبعة الخامسة والعشرون من هذا الكتاب بعد أن نفذت طبعاته السابقة وسجلت أرقاما قياسية فى التوزيع فى مصر والعالم العربى فإنها تسعد بأن مؤلفه الكبير قد قام بمراجعة كاملة له قام خلالها قلمه البليغ ببعض التنقيحات التى نرجو أن تنال من رضاك ما من رضاك ما نالته الطبعات السابقة آملين فى القيام برسالتنا على الدوام . تناول قصص الأنبياء ابتداءً من آدم وانتهاءً بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.