نحن أمام مفكر مسيحي لاهوتـي لـه أكثر من مؤلف في اللاهوت المسيحي ؛ يمر بلحظـات عمـره الأخيرة ويودع الدنيا بعمـل سماه « عزاء الفلسفة » ، ولا يذكر كلمة واحدة عن العقيدة المسيحية .
أليس هذا أمراً غريباً ؟ والأغرب أن هذا المسيحي – وهو أحد الشهداء بحق – يركز حديثه تماماً في التراث الكلاسيكي الوثني . ومن النظرة الأولى يستوقفنا العنوان « عزاء الفلسفة » ، فالفلسفة مجسدة هي اللاعب الأول Protagonist في هذا العمل . والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن هـو : مـع خلـو « عزاء الفلسفة » من كلمة واحدة مباشرة عن المسيحية ، ومع انغماسها الكلي في التراث الوثني ، هـل يرد في هذا العمل الإبداعـي مـا هـو ضـار بالمسيحية أو ما يناهضها ؟ هل « عزاء الفلسفة » الذي يحتفي بالوثنيـة هـذا الاحتفاء الظاهـر يـحـوي مـا يناقض أو يحارب المسيحية ويهدمها ؟
منتجات ذات صلة
فكر وفلسفة وعلم نفس
0.00$
الكتب العربية
0.00$