على باب سجن أبى العلاء

تكمـن أهمـيـة هـذا الكتاب بكونه يتناول ثلاثـة مـن أهـم أعلام الفكر العربي هـم : الفيلسوف الساخر « المعـري » ، والشاعر الثائر «الرصافي » ، والكاتب اللامع « طه حسين » فإذا ما عرضنا لهؤلاء أمام جمهور قرائنا الكرام فإنما نريد أن نضع أمامهـم صـورة أدبية جميلة تضم بين جوانحهـا أفكار ثلاثة مبدعين أعزاء على نفوسهم ، ولهم في حلبة التجديد الاجتماعي باع طويل .
لقـد نشـراالأستاذ طه حسين في سنة 1939 م كتاباً سماه « مـع أبـي العلاء في سجنه » ، شـرح فـيـه بـلغـة سلسة جملة صالحة مـن آراء أبي العلاء ومذاهبه في حياته، وعللها حسب ما رآه واقتنع به ؛ وقد قرأ الرصافي سنة 1942 م هذا الكتاب فلـم يوافقه في بعض استنتاجاته وتعليلاته، فكتب رسالة يرد بها على الأستاذ طه حسين ، ويشـرح بـهـا آراء أبي العلاء ومذاهبـه في حياته كما تراءت لـه، وعلل ذلك ببراهين منطقية كثيرة.