إذا تأملنا أن الإنسان ظهر منذ حوالي مليوني سنة ، ولكنه لم يخترع الكتابة إلا في نحو عام ۳۲۰۰ قبل الميلاد ، لأدركنا كم كانت عصور ما قبل التاريخ طويلة قياساً إلى العصور الكتابية التاريخية التي لا تمثل سوى خمسة آلاف سنة الأخيرة من تاريخنا الإنساني ، ولأدركنا أيضاً الأهمية الاستثنائية لتلك العصور ، التي اكتسب فيها الإنسان معارفه الأولى في شتى المجالات ، ونسج خلالها عقائده الأولى لمواجهة الغيب المخيف ، الذي أوحت به مظاهر الطبيعة المختلفة ، وبذلك أتت تلك المعارف استجابة لحاجة الإنسان للبقاء والاستمرار ، وهذا ما نجح أسلافنا في تحقيقه بدليل وجودنا اليوم . وأنت العقائد الأولى استجابة لحاجة الإنسان لاحتواء الغيب ، الذي يعد عالم ما بعد الموت أبرز مظاهره ، ولكن أسلافنا لم يحققوا في هذا الشأن أي نجاح جماعي يذكر ، بدليل أننا نتعايش اليوم مع مئات التصورات المتناقضة له ، لكل منها أتباع ، يرون أنفسهم في معظم الحالات عائمين في قارب النجاة ، ويرون الغير غارق لا محالة .
عقائد ما بعد الموت عبر العصور
السعر الأصلي هو: 0.00$.0.00$السعر الحالي هو: 0.00$.
المؤلف: | د. حسام غازي |
دار النشر: | دار نينوى للدراسات والنشر |
المتوفر في المخزون 2 فقط