الإبادة والتهجير والتوطين في الدولة العثمانية وورثتها ج1

ليسـت الإبادة بالضـرورة في غرف الغـاز أو نوويـة أو كيمائيـة أو جرثوميـة أو بيلوجيـة .. فالاستعمار العثمـاني البغيض كـان لـه السـبـق مـنـذ الـقـدم في مجالات شـتـى مـثـل الإبادة وتهجير وتوطـين الشـعوب المستضعفة والمقهـورة وإحـلال العنصـر الـطـوراني مكانها ، وارتكاب المجـازر بأسلوبهم الخاص والمميز والمبتكر ماضيـا وحـاضـرا .. ومـن حججهـم مـكـافـحـة الإرهـاب غير المعـرف ، ( واتهـام الـشـعـوب المقاومة ضد الاستعمار لاسترجاع حقوقهـا الثابتة بالإرهاب .. ) مـع أن تلك الدول الغربيـة هـي مـن صـنـع الإرهاب ودربهم وسـلحهم ومؤلهم .. ! مـن يـسـتـطيع تصـور الـكـم الهـائـل مـن الأرواح البريئـة التي أزهــت وسـتـزهـق في قـارات الـعـالم كلهـا ، بعـد أن انطلـق وحـش الفكر الاستعماري وعملائهـم ( شـرقيها وغربيهـا مـن عـقـالـه وأنتج الارهاب الأسود ، الذي نعيشـه في سـوريـة والعـراق وليبيا .. منـذ تسعة سنوات ونـيـف ) ، ومـن يـعـرف عـدد الـذيـن هـجـروا مـن أوطانهـم وقـضـوا نحبهـم عـلـى دروب التهجير القسـري ، خاصـة إذا كانـوا مسلمين ، ومـن يعـرف عـدد المحتلين والمستوطنين الذيـن حـلـوا في أرضـهـم وبيوتهـم خـاصـة في فلسطين العربية على سبيل المثال لا الحصر ، في وقـت لـم يـكـن قـتـل الإنسـان في تلك الأيام الحالكة السـواد بمثل السهولة التي غدا عليها اليوم .