علي شريعتي سيرة سياسية

حين كان مؤلف هذا الكتاب يجمع المعلومات في إيران التقى بشاب ملتح يبيع الكتب ، وحين عرف أنه يبحث عن أي شي له علاقة بعلي شريعتي قال له : « قيل الكثير عن شريعتي ، لكنني صدقا لم أستطع أن أفهم هذا الرجل ؛ هل كان قديسا أم شيطانًا ؟ مكافأتي الحقيقية ستكون لو أنك استطعت أن توضح شيئا مما استشكل علي في ما قيل عن هذا الرجل » .
كثيرون اليوم يعدون علي شريعتي الأب الأيديولوجي الذي نظر للثورة الإيرانية ؛ إذ استطاع بشخصيته الساحرة ومزجه بين الإسلام والفكر اليساري أن يحشد جيلا كاملا من الشباب الإيراني . في هذا الكتاب نقترب من حياة شريعتي ونتعرف على المنابع الفكرية التي شكلت فكره في سياق الأوضاع الثقافية والاجتماعية والسياسية المعقدة التي مرت بها إيران .
يتناول الكتاب نشأة شريعتي في مدينة مشهد ، ومشواره الدراسي والسياسي في باريس أوائل الستينيات ، وتطوره إلى مفكر ديني ثوري على خلاف دائم مع النظام البهلوي والمؤسسة الدينية ، إلى وفاته في المنفى ولما يبلغ الخامسة والأربعين من عمره . عبر بحث وتنقيب طويل ينجح علي رهنا في كشف الكثير من الغموض المحيط بهذه الشخصية – الفريدة ، ويقدم فهما جديدا لرجل أدى دورا بالغ الأهمية في الثورة الإيرانية ، ويحلل واحدا من التيارات التي أثرت في حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط . ونحن إذ نقدم هذا الكتاب للقارئ العربي فإننا نؤمن بأنه سيظل واحدا من أهم المراجع لكل من يريد التعرف إلى علي شريعتي من قرب .