يسعى الملحـد الكلي إلى التبشير بزمن إنساني خالص، مع ما يحتمله هذا التبشير من نفي لفكرة الألوهة أصلا، والتعامل معها على أساس أنها جزء من الحراك اللاهوتي الإنساني. فالإله اختراع إنساني محض، ووجود تاريخ لاهوتي عتيد وراسخ في ثنايا التجربة الروحية للجنس البشري، لا يعني بالضرورة وجود إله مفارق لهذا العالم. بل إن الإنسان هو ذروة النشاط السيروري لحركة الكائنات، انطلاقاً من الخلية الأولى، وصولاً إلى الإنسان الفائق بالتعبير النيتشوي، دونما وجود كائنات مفارقة خارج هذه السيرورة.
وقد كان للفكرة الإلحادية بمضمونها الكلي أن تتعاظم بالتقادم، ابتداء من مقولة الإنسان مقياس كل شيء" لـ "بروتاغوراس"، وليس انتهاء بما آله إليه بعض أتباع المدرسة العلمية الحديثة مثل "ريتشارد دوكنز" و"لورانس كراوس"، وتبنيهم لأطروحة نفي وجود إله خارج هذا العالم، والتسليم بأن فكرة الله محض هاجس إنساني صـرف، مروراً بكثير من الفلاسفة والمفكرين، امثال: نيتشه وفرويد، الذي اعتقدوا أن الإله هو نتاج ذهني ليس إلا، ولا وجود له في الأساس خارج الذهن الإنساني.
بحث في اللايقين قراءة فلسفية في الإيمان والإلحاد
0.00$
متوفر في المخزون
رمز المنتج: بحث في اللايقين قراءة فلسفية في الإيمان والإلحاد
التصنيف: فكر وفلسفة وعلم نفس
منتجات ذات صلة
فكر وفلسفة وعلم نفس
0.00$