ساعي بريد آخر من سكارميتا، ولكنه وجد هذه المرة في نيكاراغوا: ليكون شاهدا على الأسابيع الأخيرة التي مهدت لسقوط "سوموثا" ديكتاتور نيكاراغوا الأخير، وفي تلك اللحظات الحاسمة، ينقسم سكان مدينة ليون بين أغلبية مؤيدة للمتمردين بقيادة أوجوستو سيزار ساندينو، وبين أقلية موالية لنظام الحكم وعساكره، ومنهم يصنع سكارمينا عالماً سحرياً خاصاً، فساعي البريد يقرر أن الرسائل التي تحمل أخبارا عن الموت من الأفضل الا تصل. وكبرى المعمرات في المدينة تتظاهر يكونها أرملة عجوز؛ للتغطية على نشاطها السياسي، وفيكي الحسناء تطلق صرختها في وجه العسكر، وبرفقة هؤلاء ترى القش، والحلاق، وغيرهم ، بیتكرون "حصان طروادة" خاصا بهم لإنجاح التمرد، والسيطرة على المدينة.
على نص متعدد الإيقاعات والأساليب السردية، وممتلئ بالاستعارات، يبين سکارميتا كيف يمكن لحدث واحد أن يختلف في وقعه ومعناه باختلاف الزاوية التي ينطر عنها إليه؛ فالخسارة والهزيمة بالنسبة إلى بعضهم تمسي نصرا، ولحظة لا تنسى بالنسبة إلى أخرين.