السيدة سالمة بنت سعيد «المشهورة بإميلي روته» ابنة سلطان زنجبار سليل عائلة البوسعيد التي حكمت سلطنة عمان وزنجبار في أواخر القرن الثامن عشر إلى ما بعد ستينات القرن العشرين. غادرت الجزيرة سرا عام 1866 للزواج برجل الأعمال الألماني هاينريش روته في عدن ليتجها بعدها إلى هامبورج، وبزواجها واعتناقها المسيحية قطعت علاقتها بوطنها ودينها رسميا على الأوراق فقط. یعد کتاب «مذكرات أميرة عربية»، التي وصفت فيها فترة شبابها السعيدة في زنجبار. والذي يظهر في طبعات جديدة وبلغات مختلفة. يظهر لاول مرة كتاب «مكاتيب إلى الوطن» حيث تم ترجمة هذا الكتاب حتى يصبح مرجعا للقارئ العربي الذي سيعود به أكثر من قرن إلى الماضي ما يفيد من معلومات سجلتها شاهدة عيان عاشت تلك الفترة في ألمانيا في مدن متعددة والتي ربما لو كانت في عصرنا هذا لقرأنا لها مدونات عدة. يتناول حياتها في ألمانيا في الفترة من 1867م إلى منتصف الثمانينيات تقريبا. وجهت إميلي مكاتيبها إلى صديقة لها في زنجبار لا يعرف بعد إن كانت شخصية حقيقية أم من خيال إيميلي، ولكنها كانت تريد أن توصل ما كتبته إلى أولادها بعد موتها، ويبدو أنها أخفت عنهم في حياتها معظم تلك التفاصيل المؤلمة، وتركت لهم معرفة ذلك والإطلاع عليه بعد وفاتها، والله أعلم.
ظلت تتأرجح بين العالمين فلم تتمكن من الاندماج في المجتمع الأوربي وتصبح أوربية صرف ولم تعد قادرة على العودة إلى المجتمع الشرقي الذي هربت منه لكنه ظل يسكنها، فتحت مجالاً واسعا أمام الأفكار المولجة في نقد الرؤى الاستعمارية والاستشراقية تجاه النساء في المستعمرات القديمة. لقد ساهمت هذه الكتابات في تأطير أصوات بديلة لما كتب عن نساء الشرق المقموعات اللاتي يقمن في الحرملك، أو اللاتي صنعن طبقا للمتخيل الأوربي ولا سيما ما يتعلق بتناول النساء الشرقيات في أدب الرحلات، حيث نظر إليهن ضمن صور مختلفة، مثل الغواية والجنس والعزلة والحريم بسبب الموروث الثقافي الكولونيالي تجاه العالم العربي.