الكويت وجاراتها 1-2

ولد هارولد ديكسون في بيروت عام 1881، ودرس في مدارس دمشق حيث كان والده قنصلا لبريطانيا فيها، سافر إلى اكسفورد ملتحقا بالكلية العسكرية وعند تخرجه منها احس بانه يستطيع أن يؤدي دوره خارج بلاده، خدمة للامبراطورية البريطانية التي دأب أفراد أسرته على تقديم الولاء لها؛ فالتحق بالقوات العسكرية البريطانية التي كانت تسيطر على بلاد الهند، واستقر خمس سنوات هناك، ثم هاجر إلى العراق فترة من الزمن، واستقر أخيرا وبالتحديد عام ١٩٢٩۹م في الكويت مع زوجته فيوليت وكانت له صلات مع اغلب رؤساء عشائر المنطقة، وحكامها.
ان هذا الكتاب هو تاريخ حي يشرح – في جانب منه – تلك الخديعة التي وقع فيها حكام هذه الدول يوم ذاك بسبب السذاجة البدوية التي عششت في عقولهم، وخبراتهم؛ الأمر الذي يمكن القارئ أن يتبين بوضوح دور الحكام الأبناء في عملية الحفاظ على هذا المخطط، وعدم استطاعتهم الإفلات منه.
إن هارولد ديكسون وزوجته فيوليت سجلا في هذا الكتاب مواضيع لم يسجلها اي مؤرخ آخر، فبالإضافة إلى أن الكتاب في الصميم من أحداث السياسة الساخنة في تلك المنطقة؛ فإنه في صميم الأحداث التاريخية، والاجتماعية أيضا.
ومهما قيل في الكتاب من ثناء، فإنه يبقى المعبر الوحيد عن جدته، وانفراده بحقائق أصبحث تاريخاً يضاف إلى تاريخ هذه المنطقة.
إن قراءة أحداث هذه المذكرات بإمعان سترشد القارئ العربي إلى أمور في غاية الأهمية، ولا شك أنها ستعيد بناء تفكيره العقلي من جديد.