يتعانق المكان والزمان في هذا السرد الجميل منذ المستهل؛ العنوان الذي يتوالد فيه تفاعل إنساني نابض بالحياة بسبب امتزاج المكان: بورسعيد – بتفاصيله من شارع، ومقهى (بورصة)، وبحر، وميناء – مع زمان تالٍ لزمن النكسة، وهو عام 1968، بما فيه من حالةسائدة من؛ حرب الاستنزاف، وروح الاستشهاد، وفيها، ومعها، الإنسان" ويوما بعد يوم نشأتْ ألفة بيني وبين المكان".
يتناغم مع هذا التفاعل "نصّ مواز"، هو الإهداء الذي يجسّد المكان في صورة فنية هي (غادة حسناء)"تخايلك بأنوثتها ودلالها وملابسها"، على نمط مثيلاتها من الموانئ التي زارها السارد: اللاذقية، وبيروت، ومارسيليا. وكما تم التفاعل بين هذين الطرفين، وتفاعل لهجات المصري والأجنبي "عم تودري" في تكامل وتضافر إنسانيين يعليان من شان القيمة الكبرى؛ الإنسانية والإنسان. «د.يوسف نوفل – أستاذ النقد بجامعة عين شمس»