يقول (جلال) عن جده ” كان جدي مثلاً حيًّا لليهودي الصالح الذي كفل مسلمًا مثلي، ويسر له سبل الحياة”، هذا هو جوهر رواية (أيام الشتات)، فقد أبرزت حالة من التسامح الديني بين الناس، انطلاقًا من تكامل الأديان السماوية، وقد تجلى هذا الملمح الدلالي عبر الحوار والمواقف، وتنوع المكان وجدل الشخصيات، مما أعطى للرواية حيوية موصولة وتكاملًا في الفكر والإبداع.
عاش جلال مع أمه وجدّه اليهوديين في باريس، حيث كان الجد رمزًا للمصري المنتمي والمحب لبلده والمتسامح مع الأديان، وقد خاض جلال كل تجاربه في الحياة في ظل هذا الجد، كما رصدت الرواية ما حدث له في أرض الشتات من مواقف وأحداث، فضلًا عن حنين اليهود إلى مصر. وقد تحقق الصدق الفني عبر الملمح والسلوك واللغة، والوصف المشهدي الذي يكاد يقترب من اللوحة الفنية بظلالها وألوانها.
الأديب محمد قطب
الأزمة التي يعاني منها (جلال) تصل إلى ذروتها في هذه الرواية، فلا هو بقادر على الاستقرار في فرنسا، ولا هو قادر على اتخاذ قرار العودة إلى مصر، إذ لا يضمن احتواءه من أي طرف من أطراف أسرته، أمه خارج مصر وكل أفراد أسرتها، وأسرة أبيه لا طائل من التعامل معها!
فماذا فعل، هذا ما تقوله لنا الرواية.
د. تامر فايز
أستاذ الأدب الحديث والمقارن
تُرجِمَت الرواية إلى اللغة الإنجليزيّة