هذا الكتاب يتضمن سلسلة من المقالات المتنوعة، التي يمكن قراءتها منفصلة في أوقات متباينة. فكثيرٌ من القراء يستحسنون تناول القراءة باعتبارها إحدى وسائل الترفيه من جانب، وزيادة المعرفة من جانب آخر، دون الحاجة للقراءة لفترة طويلة متصلة، وقد يكون ذلك الاتجاه ناتجًا عن الأنماط التي تسبّبت فيها وسائل التواصل الاجتماعي بالإنترنت، حيث تكون الوجبة الثقافية السريعة في صورة كبسولات معلوماتية غير متصلة، وهو ما يسمى بعصر التكولوجيا المضغوطة، أو عصر الزمن المختصر.
وينقسم الكتاب إلى جزئين منفصلين، حيث يتم تناول موضوعات ذات صبغة تاريخية تدور أحداثها في بلاد وعصور مختلفة في قسمه الأول، في حين يتناول الكتاب في جزئه الثاني طرائف من الذكريات الخاصة، لها أبعاد قد تكون اجتماعية أو تاريخية، لكنها تحمل في طياتها رسائل ثقافية لشباب اليوم، نأمل أن تعاونهم للاسترشاد بتجارب الكبار في خياراتهم.
وعندما نوضح من أول مقال مَن هو ملك إنجلترا الذي لم يتحدث الإنجليزية يومًا، ولم يقم في إنجلترا إلا أسابيع قليلة من حياته، ومع ذلك أصبح أشهر ملوك إنجلترا، عبر تاريخها الطويل، نبغي جذب انتباه القارىء إلى ضرورة تناول كتب التاريخ بنظرة متفحصة تحليلية، فتتكوّن لديه ثقافة الباحث عن الحقائق التاريخية، القادر على إدراك كيفية تداخل الأحداث وتأثرها ببعضها، وعدم الاكتفاء بما يسجل في الكتب المدرسية، من تتابع للتواريخ المرتبطة بالأسماء والأحداث.
كذلك، عندما نتناول في آخر مقال بالكتاب وصفًا لشخصية مصرية، بكل ما تمثله من تجارب ثرية في حياته الخاصة، وبعد أن قضى أكثر عمره مقتحمًا الصعوبات، غير مبالٍ بالمخاطر، لينال على ِكبرٍ قسطًا من راحة البال في مكان، لا يخطر على بال أحد، فهذا استعراضٌ لدرس من الحياة، موجةٌ لكل من يسأل نفسه؛ هل الطريق الذي سلكه أو ينوي أن يسلكه، يستحق العناء والجهد لتحقيق هدفه في الحياة.