كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على صحابته القرآن آية آية، وسورة سورة، فينقلونه عنه حرفا حرفا، وكان منهم من حفظه كله، ومنهم من حفظ أكثره، ومنهم من حفظ بعضه.
وتخفيفا على القبائل كان صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن بلهجات مختلفة، وقال صلى الله عليه وسلم : (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف)، وهو لا يريد عددا معينا، وإنما يريد كثرة اللهجات.
وقد تكاثرت القراءات حتى بلغت نحو ثلاثين قراءة، فجاء ابن مجاهد – نضر الله وجهه – واستصفى منها سبعا لأئمة القراء في الأمصار الإسلامية، وألف هذا الكتاب النفيس مبينا اختلافهم في القراءة، وعرض قراءاتهم وأئمتها إماما إماما ذاكرا نسبهم وأساتذتهم الذين تلقوا عنهم القرآن الكريم، واصلا بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، فقدم للأمة الإسلامية عملا جليلا باهرا استجابت له ورضيته.