أنا بطبيعتي قلقة ومتوجسة، وأخشى الحرف على الورق؛ لأن الكتابة أمر مقدس بالنسبة لي.
وأنا منذ عرفتُ الكتابة، وأنا أبحث عن الشهل العميق، والبسيط الدال، من دون إخلال أو مرور عابر على الفكرة التي أتناولها. لا أحب الكتابة إلا عمن أعرف، وأومن، وأعتقد من أفكار ورؤى. فكنت قريبة وصديقة لأبرز وجوه الكتابة والأدب والموسيقى والغناء في مصر، وقد كتبت عنهم في كتابي " سيرتي وأسرارهم"، و"عاشوا معي"، ومن قبلها كتابي الأساسي " رحلة البحث عنّي .. رواية حياة ". ويأتي كتابي ' يشبه السيرة" ليكمل سلسلة كتبي في أدب السيرة الذاتية للآخرين عبر صلتي بهم، و كنت قريبة ممن كتبتُ عنهم، وبعضهم لم تسمح لي حياتي بأن أعرفهم، لكنني عشت في ظلال ما أبدعوا من فنون وآداب، وقدموا أشكالا جديدة واختراقات أدبية غير مسبوقة.
إنّ ذاتي في هذا الكتاب تصف نفسها، مثلما تصف الآخرين الذين رافقوا رحلتي الحياتية والثقافية، ولذا سميته "ما يشبه السيرة" لي ولهم. "ما يشبه السيرة" هو كتاب يمزج بين سيرتي والسيرة الغيرية للآخر الذي أنتمي إليه أو ينتمي هو إلي، الذي كتبته منطلقة من وجهة نظري الشخصية، متحلية بالموضوعية من دون نجن أو انتقاص ما؛ لأن الكتابة في هذه الحالة تتحول إلى نوع من أنواع التاريخ، كما أنها شهادتي عن نفسي، وعن هؤلاء.
د. لوتس عبدالكريم