يعيش الإنسان المعاصر فترة فارقة في تاريخ البشرية، وصل فيها العلم إلى آفاق سامقة من المعرفة، كشف فيها الكثير عن أمور كانت تعد من الغيبيات (مثل أن لكوننا بداية، وأنه نشأ من عدم) حتى لقد صارت الفيزياء تعيش في تخوم الميتافيزياء.
لقد صرنا نحيا في ومان قول الحق عز وجل "سنريهم ءايتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق". لذلك جاء هذا الكتاب استجابة لقوله تعالى "قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق".
إن خالق الكون "كتاب الله المنظور" هو منزل القرآن "كتاب الله المسطور". إن الجمع بين قراءة الكتابين يحقق للإنسان التناغم بين العقل والقلب فتتفجر داخل ينابيع الإيمان، ويستشعر في نفس الوقت أهمية الإلمام بسنن الله عز وجل في الكون وعدم التواكل والتقصير في الأخذ بهذه السنن. من أجل الجمع بين القراءتين صدر هذا الكتاب.
لقد مضى الوقت الذي يمكن للمسلم أن يستمع فيه لقصتين متباينتين للخلق دون أن يحرك ساكنا؛ قصة تدعمها الاكتشافات العلمية والأخرى تعكس فيها قاصراً لبعض المفسرين لآيات الخلق في القرآن الكريم. لقد أصبح على المسلم أن يختار، ولا عجب أن اختار الكثير من شبابنا جانب العلم، وركن بعضهم إلى الإلحاد. ومن أجل تجاوز هذا الفصام وإعادة العلاقة بشكل حقيقي بين العلم والدين، جاء هذا الكتاب داعياً إلى تجديد الخطاب الديني وتجديد الخطاب العلمي.