تعتبر شخصية (الدكتور فاوست) واحدة من أبرز رموز الأدب الغربي الحديث والمعاصر فقد تم رسم بورتريه لهذه الشخصية اصطبغ لكل بلد ولكل حقبة بما يناسبهما, وطيلة القرون الخمسة الماضية اتخذ فاوست بطلاً لمئات القصص والحكايات الشعبية, كما قدم بطلاً على خشبة المسرح بأشكال مختلفة منذ مارلو وحتى جوته وبول فاليري, ومع مرور الوقت ترسخت الصورة حتى غدا فاوست شخصية نمطية ورمزاً (لحضارة الغرب, بكل أحلامها وانجازاتها وشرورها.
فاوست صب جهده في تعلم الفلسفة وعلوم الدين التي سلبته راحة الإيمان الأمر الذي جعله يتجه لنقيضه في ممارسة السحر. الإنسان يحتاج إلى إيمان قوي حتى يتجاوز مِحَنه الميتافيزيقية، الإسراف في التفكير يقيدك كما تقيدك ذكرياتك في أورقة الماضي. لذا يحاول فاوست الإنتحار بعد أن جرد الحياة من جمالها حتى أنه سخر من رضى الإنسان بالحسن في حين بإمكانه أن يصل للأحسن الذي اعتبره وهما وباطلا، هذه الصفحة واحدة من أجمل صفحات الكتاب وما أن أراد أن يتجرع السم حتى انتزعت الأناشيد والتراتيل كأس السم من فمه. فهذه "النغمات السماوية بعثت حنينا إلى عهد الطفولة تطرب روحه فأحالت بين انتحاره "فأطربي روحي أيتها الأصوات الشجية، واملئي مسامعي بنغماتك العذبة ! لقد أخذ الدمع ينهمل. وأراني قد رجعت إلى هذا العالم.
منتجات ذات صلة
قصص و روايات مترجمة
0.00$
الكتب العربية
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$