يتناول هذا الكتاب تاريخ الكذب من جنة عدن إلى عصر التنوير، مع استثناء وحيد هام، هو أنه لا يؤرخ لأكاذيب محددة ولا من قال ماذا أو لمن، بل يتناول الإجابة على سؤال جوهري على الرغم من أنه مباشر: هل الكذب مقبول يا ترى؟». إنه سؤال أزلي، يرافقنا إلى يومنا هذا، لكنه لا يترافق بالنسبة لنا الآن بالمعنى نفسه الذي فهمه أولئك الذين عاشوا خلال العصور الوسطى، أو عصر التنوير، أو الإصلاح البروتستانتي. علماء سيكولوجيا السلوك والبيولوجيا التطورية المعاصرون، يقولون إن الخداع هو جزء من نسيح الطبيعة بحد ذاته. لقد تطورت بعض النباتات بحيث تأخذ هيئة حشرة، وتطورت بعض الحشرات بحيث تبدو أشبه بنبتة، عنكبوت بولاس مثلاً يصدر رائحة شبيهة برائحة العثة الأنثى، كي يغوي ذكر العثة إلى حتفه. من ناحية أخرى، تنخرط أنواع مختلفة من البابون والغوريلا والشمبانزي فيما يمكن أن نصفه بـ أفعال خداع متعمدة»، إذ تضلل أقرانها عمداً بعيداً عن الأشجار المثقلة بالموز، من ثم تتسلل خفية وتلتهم الثمار بسلام. نحن البشر لا تختلف عنها إلا قليلاً، كما أن سيرورة التطور على ما يبدو تحابي أولئك الذين يتقنون الخداع أكثر من سواهم. لربما لا نكذب طيلة الوقت، لكننا على الأقل نكذب مراراً وتكراراً، فنحن مثلاً نكذب ثلاث مرات على الأقل خلال كل عشر دقائق من النقاش كما تقترح إحدى الدراسات، كما أننا نكذب أكثر عندما نستعمل الإيميل أو الرسائل النصية. يتجادل الفلاسفة المعاصرون حول ما إذا كان الكذب أخلاقياً أم لا، وهل تحظر معايير وطموحات المجتمع البشري وقوانينه الخداع أم تشجعه، لكن ذلك الجدل يفترض ببساطة أن الكذب هو مجرد تصرف من التصرفات المشكوك بأمرها التي تقدم عليها.
الشيطان ينتصر – تاريخ الكذب من جنة عدن إلى عصر التنوير
0.00$
المؤلف: | دالاس جورج دينيري |
دار النشر: | دار العالي للنشر والتوزيع |
متوفر في المخزون
منتجات ذات صلة
نفذت الكمية
دراسات و أبحاث
من تطبيقات القواعد الفقهية الكبرى في طرق تدريس وتقييم مقرر النظام الاقتصادي في الإسلام
0.00$
نفذت الكمية
0.00$
الكتب العربية
0.00$