بات يدرك كيف سيكون الزمانُ بدون الفصول، وكيف ستكون الحرارةُ بدون الضوء، وكيف سيكون الرجل بدون الخلاص. صار في نظره اللحاقُ بالقطار وعدمه سواءً، ولولا أن جذبَ انتباهه شيء ما فجأة، شيء مثل صيحةٍ من قلب الظُّلمة الآخذة بالاجتماع؛ لربَّما نسي أن ثمَّة محطةً ينبغي الذهاب إليها.
لم يرَ نفسه غزيرَ الخطايا من قبل، لكنه باتَ يرى أن خِسَّته الحقيقية كانت محتجبة عنه لئلا تصيبه باليأس. أدرك أنَّ خطاياه جميعها -منذ بدء الزمان، منذ حمل في قلبه خطيئة آدم، حتى الوقت الحاضر، عندما أنكر نيلسون المسكين- قد غُفرت، ورأى أنَّه لا توجد خطيئة أفحشُ من أن يعدَّها خطيئته، وبما أن الرب يحب بقدر ما يسامح، شعرَ في تلك اللحظة أنه جاهزٌ لدخول الفردوس.