كانت لحظة مربكة أن يكون خلاصنا حين نعطي ظهورنا للوطن، حين نهرب منه بكل ما نملك من خوف وأمل وشك ويقين.
تذكرت مقولة كداني حين تملكه اليأس ذات مرة:
«الوطن كذبة بيضاء، يروّج لها البعض دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة».
اقترب السودان أكثر، فبدأت إرتريا في الابتعاد، أنانية هي الأوطان، لا يأتي وطن إلا حين يغادر آخر.
أجزم أن هؤلاء الذين يركضون إلى جواري، وبقدر رغبتهم في الإفلات من الوطن يشعرون بالألم. بقدر حرصهم على الحياة خارجه، يفزعهم أن يموت يومًا بداخلهم، أو يتسرب بهدوء من بين ضلوعهم قبل أن يتمكنوا من دسه في آخر مخابئ الروح.
أجزم أن هؤلاء يغادرون إرتريا والخيبة معلقة بجباههم، كأجراسِ كنائس الأحد، لا تكاد تهدأ، حتى تعلن عن نفسها من جديد.
أجزم أن الوطن الذي ضاق بناسه إلى هذا الحد، صار وسيعًا جدًا بالأوجاع.
تذكرت مقولة كداني حين تملكه اليأس ذات مرة:
«الوطن كذبة بيضاء، يروّج لها البعض دون شعور بالذنب، ويتلقفها آخرون دون شعور بالخديعة».
اقترب السودان أكثر، فبدأت إرتريا في الابتعاد، أنانية هي الأوطان، لا يأتي وطن إلا حين يغادر آخر.
أجزم أن هؤلاء الذين يركضون إلى جواري، وبقدر رغبتهم في الإفلات من الوطن يشعرون بالألم. بقدر حرصهم على الحياة خارجه، يفزعهم أن يموت يومًا بداخلهم، أو يتسرب بهدوء من بين ضلوعهم قبل أن يتمكنوا من دسه في آخر مخابئ الروح.
أجزم أن هؤلاء يغادرون إرتريا والخيبة معلقة بجباههم، كأجراسِ كنائس الأحد، لا تكاد تهدأ، حتى تعلن عن نفسها من جديد.
أجزم أن الوطن الذي ضاق بناسه إلى هذا الحد، صار وسيعًا جدًا بالأوجاع.