يتسبب اعتداء بطل الرواية ـ الطالب المتفوق بمعهد المعلمين بدمنهورـ على مدرسه في طرده من المعهد وسقوطه إلى العالم السفلى: وكالة عطية: مأوى المهمشين والصعاليك والأشقياء في المدينة. ومن هنا يأخذنا الكاتب الكبير خيري شلبي في واحدة من أمتع الرحلات وأكثرها تشويقا، إلى قاع مدينة دمنهور وعوالم مثيرة بل تكاد تكون خيالية. حصلت هذه الرواية على جائزة ميدالية نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003، وصدرت بالإنجليزية عام 2007. خيري شلبي أحد أهم كُتَّاب الرواية في العالم العربي، وحائز على جائزة الدولة التقديرية عام 2005. له أكثر من 70 كتابا ما بين الرواية والقصة والمسرحية والدراسة، من أشهرها: وكالة عطية وصالح هيصة وثلاثية الأمالي وزهرة الخشخاش ونسف الأدمغة. وترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية والكورية والأردية.
المراة الشعنونة تطلع مع الأفندي ذى الشكل المحترم فتسافر به إلى الاسكندرية لتمكث هناك أياما طويلة حتى تغربلها وتهز هزها! يعنى لا تترك فيها حيا إلا وسلبت منه أشياء! تختار عربات الأتوبيس السائرة على الخطوط الطوال! تختار أشد العربات ازدحاما ! تركب ومن ورائها الأفندي! ينحشران زحفا داخل العبة !! عطر المرأة وجسدها مهرجان كبير الجميع يحضنون عليها وهى تنزلق من بينهم في سهولة! بخبرتها تتوسم خيرا في أحد الركاب فتقف أمامه مباشرة فيلتصق هو بها في الحال سعيدا غائبا عن الوعي فيلتصق به الأفندي من الخلف ! صاحبنا يندلق على المرأة والأفندي في لمح البصر ينتهى من تقليبه وسلب محفظته وكل ما معه بخفة يد لا ترى بالعين المجردة.