في كتابه « وسادة من عشب » ، أراد ناتسومي سوسيکي ، رائد الرواية في اليابان الحديثة ، أن يكتب ، حسب شهادة له ، « رواية – هایکو » ، كل ما تسعى إليه هو أن يحتفظ القاريء حين ينتهي من قراءتها بشعور معين بالجمال . ولا يمكن للمرء إلا أن يقر بأنه نجح في ذلك كل النجاح . ففي رائعته هذه ، التي تعد أحد النصوص المؤسسة للحداثة الأدبية في اليابان ، يقدم لنا سوسیکی نصًا فريدًا ، ببنائه السردي المبتكر أولاً ، حيث تمتزج الحكاية بالتحليقات الغنائية التأملية ، وأحلام اليقظة بقصائد الهايكو ، واللغة الشعرية بالنقد الاجتماعي الساخر ، وبموضوعه ثانيًا ، حيث يطرح السارد ، وهو رسام وشاعر ، أسئلته الذكية وتأملاته العميقة حول الفن ، والحب ، والحرب ، خلال رحلة انسحابه إلى الجبال ، بحثا عن الإلهام واللوحة المثال . لا يقترح النص على القارئ تتبع حبكة سردية تقليدية ، وإن لم يخل منها ، بل معايشة التجربة الشعورية والمغامرة الجمالية لفنان باحث عن خلاص نفسه من انغماسها في العالم عبر فن مثاله التجرد من العاطفة . وليد السويرکې
منتجات ذات صلة
الكتب العربية
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$