حين تأكد نيرودا من أن الفاشست قد قتلوا لوركا صرخ: من كان يصدق أنه توجد في الدنيا غيلان قادرة على اقتراف تلك الجريمة؟ لقد ظل قتلة لوركا يستميتون عدة عقود كي يخفوا حقيقة ما جنوا، لكن الكُتاب والصحافيين والمناضلين الذين أحبوا لوركا شاعرًا وإنسانًا لم يتركوا دمه يضيع. إن ما اكتنف نهاية لوركا من لبس وغموض لم يكتنف مثيلًا لها، وهذا وحده يجعل من الرواية لمصرع لوركا تحديًا فنيًا صعبًا. ولقد استطاع الكاتب الإسباني (فيلالنغا) أن يخرج من هذا التحدي برائعته (هيجان)، فيقول ما لم تقله عشرات الأسماء من الكُتاب العالميين الذين غمسوا أقلامهم بنجيع الحرب الأهلية الإسبانية، وعلى رأسهم مالرو، همنغواي، سارتر، أهربنورغ، نيرودا، باسوس. إن فيلالنغا يقص علينا حقيقة ما جرى للوركا، وعبر ذلك يبدع في تصوير مجموعة فذة من الشخصيات والأحداث: قاتل لوركا، ابنته الراهبة، الفجر، الكتائبيون، صراع أطراف الفاشية، غرناطة الفقراء والجمهوريين.. وباختصار، فإن رواية (هيجان) ببساطتها، ووثائقيتها، وانحيازها إلى شعلة الإنسان الخالدة، التي ومضت في سماء إسبانيا، فأطفأها اليمين الفاشي ولو إلى حين، إن هذه الرواية بذلك كله تضاف إلى قائمة الأعمال الأدبية الخالدة التي قدمتها الحرب الأهلية الإسبانية، ولا ريب أن ظهور الترجمة العربية لهذه الرواية قد جاء في أوانه، ألسنا في زمن الحروب الأهلية؟ ألسنا في زمن لوركا؟ فلنقرأ هذه الرواية إذاً.
هيجان محاكمة وقتل لوركا
0.00$
المؤلف: | جوزيه لويس دي فيلالونغا |
دار النشر: | دار علاء الدين للنشر والطباعة والتوزيع |
المتوفر في المخزون 1 فقط
منتجات ذات صلة
قصص و روايات مترجمة
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$
الكتب العربية
قصص و روايات مترجمة
0.00$
الكتب العربية
0.00$