نصف المجتمع

يدور موضوع الكتاب حول قضية راهنة من قضايا حقوق الإنسان وهي الانتهاكات الوحشية التي تبتلى بها النساء والفتيات في معظم أنحاء العالم بشكل روتيني وصفته مؤلفتا الكتاب “كريستوف” و”وودن” بأنه شر مضمر يتكشف مع الزمن على أنه أكبر مشاكل حقوق الإنسان في هذا القرن. يتضمن الكتاب مجموعة هامة من التقارير والمقالات التي قامت الباحثتان بإعدادها عندما كانتا تعملان لصالح نيويورك تايمز في دول مثل الصين وماليزيا وباكستان وأفغانستان وكمبوديا وغيرها.. “يمثل الكتاب في جميع مراحله إدانة وحشية للظلم القائم على الجنس في العالم النامي وشهادة ملهمة عن شجاعة هذه النسوة ونضالهن من أجل الأمل والشفاء…”. سوف نُدهش ونتألم كثيراً عندما نعرف لماذا تحرق النساء في جنوب آسيا الهند..؟ ولماذا لا تولى الرضيعات عناية كالأطفال الذكور “تسعة وثلاثين ألف رضيعة يمتن في الصين سنوياً”، ولماذا تتعرض 100.000 فتاة للاختطاف والتوزيع على المواخير بشكل دوري بهدف الدعارة، والتمييز بين الجنسين، وإجهاض الجنين في حال كان أنثى قبل الولادة في الصين والهند. تقول الباحثتان: “سنحاول هنا أن نعد جدول أعمال من أجل نساء العالم يركز على ثلاث إساءات: الاتجار بالبشر لغرض الجنس، والدعارة الإجبارية؛ العنف المبني على الجنس ومن ضمنه القتل بداعي الشرف والاغتصاب الجماعي، ووفيات الأمهات، والتي لا تزال تقضي على امرأة كل دقيقة وسنعمل على استعراض الحلول مثل تعليم الفتيات والتمويل الصغري واللذين تم تطبيقهما اليوم…”. “نصف المجتمع” هو صرخة في وجه الظلم، والفوضى، واللاعدالة، وتجار البشر، توقظ الضمائر الميتة وتحث الحكومات وقوانينها النائمة في الأدراج لإجراء إصلاحات وعقوبات زاجرة لمثل تلك الانتهاكات والمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات واحترام إنسانية البشر سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاً فالاثنان يكملان بعضهما بعضاً وبهما تقوم الحياة وتستمر.