موسكو تل أبيب وثائق وأسرار

بين يديك كتاب يؤكد بالوثائق الرسمية أن ما قدمه الاتحاد السوفييتي من جهد ومساعدات کان العامل الرئيسي في قيام دولة إسرائيل على النقيض من الشائع حول « وعد بلفور » في 1917 . وذلك ما أكده واعترف به مؤرخون سوفييت . ومؤسسو دولة إسرائيل بقولهم إنه : " لو لم یکن ستالين لما قامت إسرائيل" ! ولعل ما قام به الاتحاد السوفييتي لدعم قيام هذه الدولة . وما تلا ذلك من تدفق للهجرة السوفييتية منذ سبعينيات القرن الماضي ، كان مقدمة لاختلال موازين الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وزيادة تعقيدها.
ورغم ما صادف مسيرة التعاون السوفييتية الإسرائيلية من عثرات . فإن هناك ما يؤكد أن إسرائيل ومن خلال مهاجريها من الاتحاد السوفييتي وحسب ما قال " يفجيني بريماکوف " رئیس الحكومة الروسية الأسبق « استطاعت التأثير على السياسة الخارجية السوفييتية . ثم الروسية والاستفادة من اتصالاتهم مع المسئولين في الاتحاد السوفييتي ثم في روسيا . والحصول على معلومات ضخمة من حيث الكم والكيف عن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في روسيا . حتى أن المخابرات المركزية الأمريكية كانت تحسدهم على ذلك . وكان على القادة الروس عدم إغضاب إسرائيل سواء في الدوائر المالية والاقتصادية أو في وسائل الإعلام » .
هذا الكتاب خطوة على طريق إعادة قراءة التاريخ من أجل تنشيط ذاكرة الزمان . لا من أجل إصدار الأحكام فقط لندرك حقيقة الأمور .. وفي ذات الوقت ورغم إصرارنا على الإشارة إلى أن موسكو أخطأت في حق العرب « مرتين » ، فلا بد من الاعتراف بأن العرب أخطئوا في حق أنفسهم عشرات المرات عبر « عبثية » الكثير من المعالجات السياسية التي أضاعت فرص « استعادة الحق » ، الواحدة تلو الأخرى.