من اختار الأناجيل الأربعة ؟
بل من جمع 27 سفرا في ما يسمى بالعهد الجديد – “الإنجيل” مجازا – ؟
السؤالان السابقان يجب أن يكونا في قلب مادة الحوار بين المسلمين والنصارى لتعلقهما باهم موضوع يبدأ منه البحث بينهما، وهو ربانية النص المقدس الذي يُقال إن عقيدة الكنيسة قد قامت عليه.. ولكن للأسف لم تفرد المكتبة الإسلامية العربية لهذا البحث ) كتابا واحدا يفصل حقيقته، ويشرع معضلاته ويبسط أجوبته. ولعل أقرب تفسير لهذا الموقف، هو أن الكتاب الدفاعيين النصارى في الجهة المقابلة يتحاشون الخوض في غمار هذا البحث؛ لما يطرحه من أسئلة محرجة لهم، بالإضافة إلى أن هذا البحث لا يزال في الغرب نفسه، بحثا أكاديميا، نخبويا، بعيدا عن مساحات الجدل الشعبي بين أبناء الكنيسة وخصومهم الملحدين. وقد جاء هذا الكتاب ليبين عن أهمية هذه الموضوع، ويشرح مفرداته ويحدد أسئلته، ويكشف أجوبته المطروحة في كتابات الإيمانويين والأكاديميين في الغرب لينتهي إلى عرض تقويم نقدي لهذه الأجوبة مع بيان المعلوم والمجهول في باب تقنين العهد الجديد؛ لتكون حصيلة الدراسة مجموعة من التقريرات العلمية التي تكشف أن اختيار الأناجيل الأربعة والأسفار الأخرى للعهد الجديد عملية بشرية صرفة.
من اختار الأناجيل الأربعة؟ دراسة نقدية لقانونية الأناجيل وبقية أسفار العهد الجديد – د. سامي عامري
