من أين جاء مفهوم الثالوث عند الكائن البشري، وكيف تطور، وما ضرورات ومسوغات ودواعي استمرار وجوده كمرتكز أساسي ومحوري في كل نماذج وأشكال معتقداته اللاهوتية، وفي أنماط تفكيره وتأملاته وأحلامه الخيالية والواقعية، عبر كل مراحل تطوره التاريخية، ولماذا ظل محكوماً و خاضعاً له، ولا يزال إلى اليوم واقعاً تحت تأثيرات هذا المفهوم، على الرغم من كل ما حققه، وما أنجزه هذا الكائن من نتائج مهمة على صعيد نهجه العلمي الحديث، الذي تؤكد معطياته الواعدة أنه قد يكون السبيل العقلي الوحيد على طريق الوصول إلى الحقيقة، وأنه النهج الأمثل والأنجع لبلوغه هذه الغاية العليا؟ أسئلة وتساؤلات كبيرة وكثيرة كانت ولا تزال من دون أجوبة قاطعة قادرة على الإحاطة بمجملها، وأن تفسرها وتعللها على نحو يرضي عقولنا العلمية الجديدة، وتدعوها إلى اتخاذ مواقف واضحة وجلية من هذا المفهوم الذي لا يزال مهيمناً وحاضراً في أعماق ووجدان الكثير من هذه العقول العلمية التي لم تستطع حتى اليوم أن تخرج خارج دائرة تأثيره فيها كعامل أمان واستقرار لاستمرار حياتها وخلودها بعد موتها.
مفهوم الثالوث عن الكائن البشري – د. أمين كبيبو