هذا الكتاب كتاب استثنائي، تكمن روعته الأساسية أنه يتحدث عن الواقع العام للمعذبين في الارض فعلا
يكتبه إلى حاملي لواء التغيير والاستقلال وتحقيق النهضة لبلادهم وأمتهم
يتحدث فيه عن الاستعمار القديم وكيف يسلم الدفة ويرحل للاستعمار الجديد
يتحدث عن كيف يخون رفاق الامس الثورة ويحلل ان هذا كان وضعاً طبيعياً فالثورة لم تكن في وعيهم أو في مصالحهم سوي ان يحصلوا علي سلطة وامتيازات الاستعمار فيسلم لهم الاستعمار تلك السلطة علي أن يصبحوا أتباعه المخلصين.
الكتاب موجه للمناضلين جميعا سواء أكان هذا المناضل سياسياً ام مثقف او أديب، الي المناضلين من الفلاحين والعمال والمترجمين والاطباء وغيرهم.
كتاب يجب ان يقرأ وتدرك مقولاته التحليلية التي تقدم نموذجا لكيف يمكن ان ينجح النضال ضد الاستعمار وكيف يمكن ان يتحول إلى استعمار من النوع الجديد.
يقوم فانون بتحليل مفهوم الهوية والاعتراف بها ويقدم طرحاً جديداً لموضوع العنف. فهو لا يرى في العنف الثوري مجرد عنف مضاد للعنف الاستعماري الهمجي – كما يظن محاربين العنف- بل له وظيفة تحررية تقوم على الاعتراف بالهوية و بالثقافات -التي عمل الاستعمار على محوها والتقليل من شأنها- ومن ثم احيائها. فالعنف وفقاً لفانون له وظيفة اجتماعية وكذلك نفسية تتعلق بعودة الوعي واكتشاف الهويّة يصعب تصور التحرر من دونها.
* تحديث
نشرت مدارات مع بداية العام 2017 الملحق الذي لم يكن فى نسخة الكتاب الذي قرأته في بدايات العام 2016 والمعنون بعنوان “غياب البعد الإسلامي في نصوص فانون، الإسلام المسكوت عنه في كتاب معذبو الأرض”
أنصح بقراءته للجميع فهو يعطي لمحة عن الظروف التي جعلت فرانز فانون ربما يتجاهل عن عمد البعد الإسلامي واسهامات جمعية العلماء المسلمين التي مهدت الأرضية للثورة الجزائرية