يُعدّ منتصف القرن التاسع عشر مرحلةً فريدة من نوعها بالنسبة لروسيا الأدبية. وفي أية فترات أخرى وأية منطقة، لم يظهر مثل هذا العدد من الكُتّاب والشُعراء الموهوبين. وكزملاء بحسب المهنة، فقد كانوا يتواصلون في ما بينهم، ويعقدون الصداقات حيناً، أو يشتمون بعضاً ويتشاجرون في حين آخر، أو لربما يفترقون إلى الأبد. وفي هذه المجموعة الأدبية المُتنوعة، من المُمكن أن نُصادف إيفان تورغينيف وفيودور دوستويفسكي.يستعرض هذا الكتاب مُراسلات جرت بين اثنين من عمالقة الأدب الروسي في القرن إيّاه، هما فيودور دوستويفسكي وإيفان تورغينيف، اللذين تركا بصمة كبيرة ليست في الأدب الروسي فحسب، بل في الأدب العالمي أيضاً. كما يضمّ الكتاب أيضاً قصة لقاء هذين الكاتبين الكبيرين في مدينة بادن الألمانية وكيف اختلفا وتخاصما ثمّ افترقا إلى الأبد.الكتاب رحلة شيقة في عوالم الكاتبين وتفسير مشوّق لطبيعتهما البشرية وسلوكهما خارج الأدب وداخل الحياة. إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال الإحاطة الشاملة بتفاصيل كاتب ما من دون الإمعان الدقيق في كل ما كتب من سيرة ويوميات ورسائل تسلط اضواءً كاشفة على ما يتوارى ويضيع بين طيات الحبكة الأدبية.