كتب دوستيوفسكي هذه الرواية عند عودته من السجن في المنفى فيمكن القول أنها جسر بين ما أنتجه من قصص في أيام الشباب وبين الأعمال الكبيرة التي كتبها من سن النضج، وقد ا ستقبل النقاد هذه الرواية الحافلة الصاخبة، استقلوها عند ظهورها استقبالاً متفاوتاً أشد التفاوت، فمنهم من تحمس لها أكبر الحماسة، ومنهم ظلمها أكبر الظلم، وكان دوستيوفسكي نفسه بين الذين ظلموها. “أنا أعلم حق العلم أن في كتابي هذا دمى كثيرة ليست كائنات إنسانية” وأضاف: “لم أدرك هذا طبعاً حين كنت في حمى العمل السريع ولم أكد أشعر به”, ويردد دوستيوفسكي ما قاله بعض النقاد في حق هذه الرواية من أنها بعيدة عن الواقع، ومن أنها مفككة بعض التفكك، فها وذا يقول في الاعتذار عن ذلك أنه كتبها في ظروف خاصة فرضت عليه أن يسرع في الكتابة ما أمكن الإسراع، لأن المجلة الناشئة التي شرع في إصدارها أخوه، وهي مجلة “الزمان”، كانت في حاجة إلى رواية تنشر في إعدادها المتسلسلة تباعاً، فلم يتسع وقته لبناء روايته البناء المحكم، ولا لصقلها الصقل الفني الذي يرضى عنه .
منتجات ذات صلة
قصص و روايات مترجمة
0.00$
الكتب العربية
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$
قصص و روايات مترجمة
0.00$