إن هذا الكتاب الموجز البسيط يعيد نقل الملاحظات التي دوّنها أحد تلامذة جورج بوليتزر، أثناء محاضراته في الجامعة العمالية في السنة 1935-1936. هذا الفيلسوف الذي أخذ على عاتقه تعليم الفلسفة الماركسية والمادية الديالكتكتية في الجامعة العمالية وهو الفيلسوف الذي قطع العقدة الفوردية التي عقدها هيغل: من بابه يمكن للجميع أن يدخلوا إلى الفلسفة “ويغزوا” كنوزها، مع هذا الفيلسوف تصبح الفلسفة ملكية عامة. فجورج بوليتزر يجمع البساطة إلى الدقة، يعرف أن يكون واضحاً وعميقاً في آن. وفي ذلك تكمن عبقريته. وفي هذا تكمن أهمية الكتاب الذي يمثل مدخلاً جيداً إلى الفلسفة، مدخلاً يتسع لجميع القراء ويزودهم بدليل واضح لمتابعة الطريق في الوقت نفسه.ـ
ولد بوليتزر في نافيغارود (هنغاريا) عام 1903، وغادرها عام 1921 على أثر استيلاء الرجعية على السلطة التي كانت تلاحق والده. درس في السوربون وأسس مع هنري لوفيفر وآخرين مجلات فنشر فيها دراسات في علم النفس والتحليل النفسي ونقداً للبرغسونية.ـ
فبوليتزر هو ذلك الفيلسوف المتسق مع نفسه، عاش وقضى في سبيل مثله الأعلى، على حد تعبيره، رابطاً هكذا بين النظرية والممارسة في وحدة لا تنفصم.ـ
والكتاب الذي بين أيدينا يمثل لحظة من نضال الفيلسوف الشهيد ضد النازية، وهو عبارة عن مجموعة الدروس التي ألقاها في الجامعة العمالية التي ساهم في تأسيسها عام 1935-1936 في باريس، فجورج بوليتزر يجمع في عمله هذا البساطة إلى الدقة يعرف أن يكون واضحاً وعميقاً في آن. وفي ذلك تكمن عبقريته. وفي هذا تكمن أهمية الكتاب: إنه مدخل جيد إلى الفلسفة مدخل يتسع لجميع القراء ويزودهم بدليل واضح لمتابعة الطريقة في الوقت نفسه.ـ (less)