أصبح الرد على شبهات الحداثيين ودعاة التنوير مشاركة في دوامة فكرية مملة.
يستغرقون أعمارهم في تصنيع الشبهات والمطالبة بالتجديد، ثم نستهلك أعمارنا في تفكيك شبهاتهم ودفعها .
إن التنوير بإطلاق الشبهات أشبه ما يكون بإطلاق مفرقعات الألعاب النارية، تنويرها كنور البرق (كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ).
ومن هذا التنوير بالمفرقعات اتهام الشافعي بأنه أباحللزاني أن يتزوج ابنته من الزنا ولا أريد في هذا الكتاب أن أكتفي بمناقشة هذه الشبهة فأكون كمثل جندي يفكك الألغام والمفرقعات، لا يكاد يفكك واحدة حتى يفاجأ بأحدهم يطلق من وراء ظهره تنويرية أخرى. فليس من الحكمة أن نستمر في مطاردة الحداثيين لتفكيك مفرقعاتهم؛ بل ينبغي أن نتوقف إذا لم يتوقفوا حتى نطالبهم بالمبادرة بأنفسهم إلى التجديد وتقديم البديل في هذا الكتاب سأناقش توظيف الشبهات في التسويق للبديل الذي اقترحه أركون وعبد المجيد الشرفي، وأبو يعرب المرزوقي، والمهندس شحرور، والنسوية ألفت يوسف وآخرهم المؤمن بلا حدود وهو الحاج أو حمنة دواق.
وساناقش تهويلاتهم في الحديث عن تقدم الزمان وتطوره، وقصور أصول الفقه القديمة، وعجزها عن ملاحقة تطور الزمان ومتغيراته فليس الزمان ولا التقدم الحضاري المادي هو الذي أوجب استبدال أصول الفقه. بل المتغير الوحيد هو العولمة التي تريد أن تسوق (الإسلام الراندي).
ما وراء التنوير زواج الرجل من ابنته أنموذجًا – د.صهيب السقار
