كن جديراً بذاتك

على شط بحر الألم، نسير مع السائرين، ما بين أوهام العجزة وأحلام المتطفلين، ما بين ابتسامة الملائكة وخبث الشياطين، ما بين أصحاب الرسالات واستغاثة الغرقى والهلكى ومتاهة التائهين، ما بين ما طمسته الأيام وما تفتح مع الورد والياسمين, ما بين لصوص الحياة والحاكم الأمين، ما بين قلوب الذاكرين ومساجين الوجود ووهم الغافلين، ما بين أرض الحيارى ومناجاة الصادقين وتهليل الفرحين، ما بين فلسفة العقول والحاقدين والكذابين وصمت السنين، ما بين تفاهات البشر والصابرين، ما بين عتمة العيون والساهرين والساهين وصوت أنين المساكين والمحرومين ودموع التائبين والمتدبرين والساجدين، ما بين مكامن النفس وكآبة التأمل عند الباحثين عن الحقيقة والمفكرين والشاردين وكآبة الحسرة في حكايات العاشقين، ما بين الأموات والمجهولين والمقهورين وضحايا الحياة والمنهوبين، ولمن عاش حرا وسجينا، ما بين الملحدين والمغرورين وابتهالات الموحدين، ما بين جثمان الماضي وقبور أحلام اليائسين، وإشراقه الأمل في عيون المجددين، ما بين الغنى والفقر والقبح والجمال والأعداء والأصدقاء والغرباء والساخرين والمكسورين والمنسيين، ما بين الحياة والعدم يناديني صوتك من قدم البشر أين أنت من السائرين