في كتاب الحب عبد العظيم فنجان يقدم نصوص نثرية بديعة عن الحب وعن المرأة بنكهة ايروسية رقيقة. عبد العظيم فنجان هو شاعر عراقي ترجمت أعماله إلى لغات أجنبية مختلفة، وله إسهامات في العديد من المجلات والدوريات الأدبية. من أشهر كتبه كيف تفوز بوردة وكمشة فراشات.
ما من صورة أحادية الدلالة للأنثى في هذه النصوص، تمكن معها الإحالة إلى امرأة محددة، رغم تفاصيلها الكثيرة؛ فهي لا تتجسد في ذاتها، بل تتبعثر في مغاور النشيد وتضاريسه المتعددة، وهي بذلك امرأة التفاصيل الغامضة والسحرية التي يسبغ عليها من نفث اللغة وهالة المخيلة ما يجعلها تامة وغير متحققة في الوقت نفسـه فالمرأة في شـعر فنجـان: موكب نساء، أو ربما كل النساء، أو هي امرأة النساء، وهو بهذا القدر من التفخيم المركب لهويتها يحاول أن ينحاز للأسطورة بديلا عن خواء العالم، وهكذا يتنقل حراف أهوائه وحالاته في العشـق بين نزعة أفلاطونية تبدو مهيمنة، إلى جانب ايروسية مخففة، شديدة الإيماء وغير متهتكة، وهـذه بلاغات كلية ومسارب دقيقة يخرج بها المرأة من الإطار النمطي لصورتها الدينية والاجتماعية، ويعبر بها وحل العالم ليعيدها إلى ضفافها الأسطورية، أو يحلق بها ومعها روحاً سماوية أو ملاكاً.