"ليس هذا الكتاب إذن مرجعا من مراجع التاريخ الإسلامي، ولا شيء فيه من تقويم بلاد العرب ، إنما هي وقفات وقفتها في بلاد الوحي ومنزله أستوحي فيها مواقف محمد عبد الله ونبيه ورسوله . وهناك في هذه المواقف تجردت نفسي، وسمت روحي، وكررت بالعصور والقرون أطويها، ورحت أتمثل هذا الهادي الكريم، وأتمثل المسلمين من حوله، ألتمس في ذلك الأسوة والعبرة أملا أن أشرك فيهما إخواني المؤمنين بالله وبما جاء من عند الله ، ولم أتقيد في هذه المواقف بما جاء في كتاب غير كتاب الله الكريم ، ولم أخضع تفكيري لحكم غيري".
"في منزل الوحي" إحدى كلاسيكيات الأدب، ذلك الإنتاج الأدبي الذي يعود بنا إلى إبداع العصور الماضية ، ولكن في صورة حداثية سلسة ميسرة ، لنبحر في الماضي بمجداف المستقبل.
يعمد الدكتور محمد حسين هيكل إلى المصادر الأصيلة فيلقي عليها أضواء جديدة ، وقد تفوق في الكتابة التاريخية لاتساع نظرته ودقة بحثه ، وأبدع في رواياته أيما إبداع ؛ ليمزج بين التاريخ والأدب على نحو فريد.