في هذا الكتاب تولي "أليسون بنجامين" الباحثة في شؤون البيئة؛ وشريكها "براين ماك كالوم" أستاذ الجغرافيا، أهمية كبيرة لنحل العسل. فمنذ آلاف السنين كان لنحل العسل المعروف علمياً باسم Apis mellifera أهمية فائقة، ويرجع ذلك لقدرته على صنع مادة حلوة المذاق يسر طعمها الكائن البشري. ولكن الشيء الذي لا نعرفه هو أن "نحل العسل" ملقح أساسي في الطبيعة "فمعظم النباتات المزهرة تحتاج إلى الحيوانات لتلقيحها، ونحل العسل خُلق لتأدية هذه المهمة بجسده المصمم لنقل غبار الطلع وأخلاقه المهنية التي لا تترك بتلة في الزهرة غير مقلوبة. ومن دون نحل العسل، يخسر هذا الكوكب حيويته ولونه". وثمة قول معروف لألبرت أينشتاين: "إن اختفى النحل عن وجه الكرة الأرضية فلن يعيش الإنسان أكثر من أربع سنوات. باختفائه يتوقف التلقيح ويموت النبات والحيوان والإنسان". فمن لندن إلى لوس أنجلوس ومن سلوفينيا إلى تايوان، يموت نحل العسل. في أميركا، هُجر واحد من كل ثلاثة قفران نحل في أوائل عام 2008. وفي فرنسا، يبلغ معدل نفوق نحل العسل 60 بالمئة. أما في بريطانيا، فيحذّر أحد الوزراء في الحكومة من أن نحل العسل قد ينقرض خلال عقد من الزمن. إن خسر العالم عاملاته ذات الزي الأسود والأصفر، سوف تنهار الزراعة. وقد تكون الحضارة هي الضحية التالية. فثلث مأكلنا ومعظم ملبسنا يعتمد على عملية التلقيح التي يقوم بها نحل العسل. من هو المسؤول عن تلك الكارثة؟ الفيروسات، الطفيليات، المبيدات الزراعية والتغيّر المناخي. ويتهم البعض النحالين أنفسهم بالتسبب بنفوق نحلهم لأنهم ينقلونه آلاف الأميال كل عام إلى مواقع زراعة أحادية مختلفة، بهدف الربح. ويبحث العلماء اليوم في حل عالي التقنية لمشكلة انقراض نحل العسل. "فهم يريدون هندسة نحلة خارقة جديدة ومقاومة للفيروس تجمع بين قوة النحلة الأفريقية العدوانية والطبيعة الأليفة لنحل العسل الغربي". لقد أراد مؤلفا الكتاب أن يلفتا انتباه الناس إلى عجائب نحل العسل وكشف النقاب عن الغموض الذي يكتنف اختفاءه. ففي غمرة كل هذا الحماس، هل تم البحث في بعض الأسئلة الأساسية؟ وهل كان العلماء، أثناء بحثهم اليائس عن فيروس يلبسونه التهمة، يبحثون عن الأجوبة في المكان الخاطئ. وهل من طريقة ممكنة لإنقاذ نحل العسل – ومعه العالم الذي نعرفه؟
منتجات ذات صلة
منوعة
0.00$
0.00$
منوعة
0.00$