إن تأثير كتاب طبائع في العصر القديم كان قوياً جداً, ومما لاجدل فيه هو أهمية الترابط بين نتاج تيوفراست 371 ق.م وتلامذته الكبار الذين استفادوا منه في ميدان علم النفس من خلال العرض العميق للطبائع الإنسانية وكذلك في مجال الكوميديا عبر بلوتس وتيربنز حتى الوقت الحاضر, كما استفاد من الاتجاهات الفلسفية «ستوا» ونظرية «أبيقور» في مساعيهما لتفسير وحلّ قضايا الفرد من شعبية العرض الذي قام به تيوفراست. إن اضفاء الصبغة الأخلاقية على هذه الاتجاهات التي برزت في الأعمال الساخرة الرومانية خاصة عند لوسيليوس وهوراس وفي بعض أعمال سينيكا, ازدادت قوة في العصور القديمة اللاحقة والتي قادت إلى كتابة مقدمة وخاتمة تعليمية لبعض مقاطع «طبائع».
لاقى هذا الكتاب اهتماماً كبيراً كذلك في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر خاصة في دول غرب ووسط أوروبا . أما تأثيره الأدبي لم يتأخر فقد تطور وصف طبائع الشخصية في إنكلترا إلى نوع أدبي مستقل على يد أهم الكتاب . لم يلق کتاب طبائع في القرن التاسع عشر والقرن العشرين صدی يسمح بمقارنته بالصدى الذي لاقاه في العصور السابقة . بيد أن هذا العمل الصغير يبقى جزءاً ثميناً من التراث الثقافي القديم ، إن المقولة التي حكم بها کاسوبونوس على كتاب تيوفراست ک" کتیب ذهبي " ستجد تأثيرها في المستقبل .
منتجات ذات صلة
الكتب العربية
0.00$