«… لم نكن، مثلاً، غرباء عن واقع التفتّت الذي ينتظم طوائف لبنان ومناطقه. إلا أنّ جولاتنا أقنعتنا، فيما الانهيارات الجيولوجية تضرب مجتمعنا، بأنّ التفتّت هذا يرقى بـ»الشعب اللبناني»، أو ينحطّ به، إلى سويّة شعوب، شعوبٍ يصعب أن تجتمع على شيء كما تجتمع على تناقضاتها.
ولا نعرف ما إذا كان جائزاً ترشيح هذا الكتاب لسدّ بعض النقص في معرفة لبنان الراهن. ما نعرفه أنّنا حاولنا، وفي غضون المحاولة اكتشفنا وجوهاً من ثقافات فرعية وأطللنا على وجوه من تواريخ محلّية بعضها القليل مشترك وبعضها الكثير متنافر. وكان ممّا راعنا، وهذا من المشتركات القليلة، ندرة النساء اللبنانيات اللواتي يتحدّثن في الشأن العام أو يُعنين به. بل كان لافتاً أنّ رجالاً كثيرين ممّن تحدّثنا إليهم لا يألفون توجيه مخاطبتهم إلى المرأة. وحتّى حين تكون المرأة فينا (بيسان) مَن يطرح السؤال، يكون الرجل فينا (حازم) من يتلقّى الجواب.»